فصل: (الغاشية: الآيات 1- 26)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

الجملة المستثناة:
يقول ابن هشام في المغني: إن النحاة قد ذكروا بأن الجمل التي لها محلّ من الإعراب سبع. والحق أنها تسع. والذي أهملوه الجملة المستثناة، والجملة المسند إليها.
أما المستثناة: كقوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمصيطر إِلَّا مَنْ تولى وكفر فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعذاب الأكبر} قال ابن خروف: من مبتدأ، و{فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ} الخبر، والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وقال الفراء في قراءة بعضهم {فشربوا منه إلا قليل منهم} إن {قليل} مبتدأ حذف خبره أي لم يشربوا، وقال جماعة في {إلا امرأتك} بالرفع إنه مبتدأ والجملة بعده خبر. وليس من الجمل المستثناة قولنا: (ما مررت بأحد إلا زيد خير منه) لأن الجملة هنا حال من أحد باتفاق، أو صفة له عند الأخفش وفي نحو (ما علمت زيدا إلا يفعل الخير) فإنها مفعول به. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

88 سورة الغاشية:
مكيّة.
وآياتها ستّ وعشرون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[الغاشية: الآيات 1- 26]

{هَلْ أَتاكَ حديث الغاشية (1) وُجُوهٌ يومئِذٍ خاشعة (2) عاملة ناصبة (3) تصلى ناراً حامية (4) تُسْقى مِنْ عين آنية (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضريع (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جوع (7) وُجُوهٌ يومئِذٍ ناعمة (8) لِسَعْيِها راضية (9) فِي جَنَّةٍ عالية (10) لا تسمع فِيها لاغية (11) فِيها عين جارية (12) فِيها سُرُرٌ مرفوعة (13) وَأَكْوابٌ موضوعة (14) وَنَمارِقُ مصفوفة (15) وَزَرابِيُّ مبثوثة (16) أَفَلا ينظرون إِلَى الإبل كَيْفَ خلقت (17) وَإِلَى السماء كَيْفَ رفعت (18) وَإِلَى الجبال كَيْفَ نصبت (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سطحت (20) فذكر إِنَّما أَنْتَ مذكر (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمصيطر (22) إِلاَّ مَنْ تولى وكفر (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعذاب الأكبر (24) إِنَّ إِلَيْنا إيابهم (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حسابهم (26)}.

.اللغة:

{الغاشية} القيامة لأنها تغشى الخلائق، وفي المختار: الغشاء: الغطاء وجعل على بصره غشاوة بضم الغين وفتحها وكسرها. وفي المصباح: ويقال إن الغشي تعطل القوى المحرّكة والأوردة الحسّاسة لضعف القلب بسبب وجع شديد أو برد أو جوع مفرط وقيل الغشي هو الإغماء، وقيل الإغماء امتلاء بطون الدماغ من بلغم بارد غليظ وقيل الإغماء سهو يلحق الإنسان مع فتور الأعضاء لعلة، وغشيته أغشاه من باب تعب أتيته والاسم الغشيان بالكسر.
{آنية} بلغت إناها في الحرارة وفي القاموس: وأنى الحميم انتهى حرّه فهو آن وبلغ هذا أناه ويكسر أي غايته.
{ضريع} في القاموس والضريع كأمير الشّبرق أو يبيسه أو نبات رطبه يسمّى الشبرق ويابسه الضريع لا تقربه دابة لخبثه، والسّلّاء والعوسج الرطب أو نبات في الماء الآجن له عروق لا تصل إلى الأرض، أو شيء من جهنم أمرّ من الصبر وأنتن من الجيفة وأحرّ من النار، ونبات منتن يرمي به البحر، ويبيس كلّ شجر، والخمر أو رقيقها، والجلدة على العظم تحت اللحم.
وفي الكشاف: الضريع يبيس الشبرق وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا فإذا يبس تحامته الإبل وهو سمّ قاتل قال أبو ذؤيب:
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوي ** وعاد ضريعا بان عنه النحائص

وقال:
وحبسن في هزم الضريع فكلها ** حدباء دامية اليدين حرود

{نَمارِقُ} جمع نمرقة بضم النون وكسرها لغتان أشهرهما الأولى وهي وسادة صغيرة، وفي القاموس والنمرقة مثلثة الوسادة الصغيرة أو المثيرة أو الطنفسة فوق الرحل.
{زَرابِيُّ} في القاموس: الزرابي النمارق والبسط أو كل ما يبسط ويتكأ عليها الواحدة زربي بالكسر ويضم. والطنافس أيضًا جمع طنفسة بتثليث الطاء والفاء ففيه تسع لغات، وهي المسمّاة الآن بالسجادة.
{مبثوثة} مفرقة في المجلس.
{بمصيطر} بمسلط عليهم ومسيطر اسم جاء مصغرا ولا مكبّر له كقولهم: رويدا والثريا وكميت ومبيقر ومبيطر ومهيمن، وفي قراءة {بمسيطر} بفتح الطاء وغريبة هذه القراءة فقد جاء في تاج العروس: سيطر جاء على فيعل فهو مسيطر ولم يستعمل مجهولا فعله، وننتهي في كلام العرب إلى ما انتهوا إليه، وسيأتي مزيد بحث عن التصغير في باب الفوائد.

.الإعراب:

{هَلْ أَتاكَ حديث الغاشية} {هل} حرف استفهام ومعناه التعجب والتشويق إلى استماع حديث الغاشية وجعلها بعضهم بمعنى قد وجعلها ابن خالويه مطّردة في كل ما في القرآن {من هل أتاك} قال (فهو بمعنى قد أتاك) و{أتاك} فعل ماض ومفعول به و{حديث الغاشية} فاعل.
{وُجُوهٌ يومئِذٍ خاشعة عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية تُسْقى مِنْ عين آنية} {وجوه} مبتدأ وساغ الابتداء به لوجود التنويع والوصف كما سيأتي و{يومئذ} ظرف متعلق بـ: {خاشعة} والتنوين في إذ عوض عن جملة لم يتقدم ما يدلّ عليها إلا قوله: {الغاشية} فيمكن استنتاج الجملة منها أي يوم إذ غشيت الغاشية و{خاشعة} خبر و{عاملة} ناصبة خبران آخران وقيل {خاشعة} و{عاملة} و{ناصبة} صفات للمبتدأ والخبر هو جملة {تصلى} وعلى الأول جملة {تصلى} خبر رابع وكلا الوجهين مستقيم وحسن، و{نارا} مفعول به وقرئ بضم التاء فتكون {نارا} مفعولا ثانيا ونائب الفاعل مستتر و{حامية} نعت لـ: {نارا} و{تسقى} فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر تقديره هي أي وجوه والمراد أصحابها، و{من عين} متعلقان بـ: {تسقى} و{آنية} صفة لـ: {عين}.
{لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضريع} كلام مستأنف مسوق للإجابة عن سؤال مترتب على ما سبق كأنه قيل وما هو طعامهم بعد ما ذكر شرابهم فقيل ليس لهم... و{ليس} فعل ماض ناقص و{لهم} خبرها المقدّم و{طعام} اسمها المؤخر و{إلا} أداة حصر و{من ضريع} صفة لـ: {طعام} أو بدل منه على القاعدة ويجوز أن يكون في محل نصب على الاستثناء.
{لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جوع} الجملتان صفتان لـ: {ضريع} لا لـ: {طعام} لأن الضريع هو المثبت وقد نفى عنه الاسمان والإغناء من الجوع، و{لا} نافية و{يسمن} فعل مضارع وفاعله هو {ولا يغني} عطف على {لا يسمن} و{من جوع} متعلقان بـ: {يغني}، وجعل الشهاب في حاشيته على البيضاوي {من} زائدة و{جوع} على هذا يكون في موضع نصب مفعول {يغني} {وُجُوهٌ يومئِذٍ ناعمة لِسَعْيِها راضية} {وجوه} مبتدأ وساغ الابتداء بالنكرة للتنويع، وسيأتي سر عدم اقترانها بالواو كما يقتضي ظاهر السياق في باب البلاغة، و{يومئذ} ظرف أضيف إلى مثله متعلق بـ: {ناعمة} و{ناعمة} خبر {وجوه} و{لسعيها} متعلقان بـ: {راضية} و{راضية} خبر ثان لـ: {وجوه}.
{فِي جَنَّةٍ عالية لا تسمع فِيها لاغية} {في جنة} خبر ثان لـ: {وجوه} و{عالية} نعت لـ: {وجوه} وجملة {لا تسمع} إلخ صفة ثآنية لـ: {جنة} و{لا} نافية و{تسمع} فعل مضارع مرفوع وفاعله أنت وقرئ بالتاء وفيها متعلقان بـ: {تسمع} و{لاغية} مفعول به وهي على معنى النسب أي كلمة ذات لغو أو على إسناد اللغو إليها مجازا.
{فِيها عين جارية} الجملة نعت ثالث لـ: {جنة} و{فيها} خبر مقدّم و{عين} مبتدأ مؤخر و{جارية} نعت لـ: {عين}.
{فِيها سُرُرٌ مرفوعة وَأَكْوابٌ موضوعة وَنَمارِقُ مصفوفة وَزَرابِيُّ مبثوثة} الجملة صفة رابعة لـ: {جنة} و{فيها} خبر مقدّم و{عين} مبتدأ مؤخر و{جارية} نعت لـ: {عين} وما بعده عطف عليه.
{أَفَلا ينظرون إِلَى الإبل كَيْفَ خلقت} كلام مستأنف مسوق لتقرير ما مضى من حديث الغاشية والهمزة للاستفهام الإنكاري والفاء للعطف على مقدر يستحقه المقام والتقدير أينكرون البعث فلا ينظرون، ولا نافية و{ينظرون} فعل مضارع مرفوع و{إلى الإبل} متعلقان به و{كيف} اسم استفهام في محل نصب حال و{خلقت} فعل ماض مبني للمجهول وفاعله مستتر تقديره هي والجملة بدل اشتمال من {الإبل}. و{ينظرون} تعدّى إلى {الإبل} بواسطة {إلى} وتعدى إلى {كيف} على سبيل التعليق وقد تبدل الجملة وفيها الاستفهام من الاسم الذي قبلها وإن لم يكن فيه استفهام على خلاف في ذلك كقولهم عرفت زيدا أبو من هو والعرب يدخلون إلى على كيف فيقولون إلى كيف يصنع. و{كيف} سؤال عن حال والعامل فيها {خلقت} وإذا علق العامل عمّا فيه من الاستفهام لم يبق الاستفهام على حقيقته,
وللزمخشري كلام جميل نورده فيما يلي: {أفلا ينظرون إلى الإبل} نظر اعتبار {كيف خلقت} خلقا عجيبا دالّا على تقدير مقدر شاهدا بتدبير مدبر حيث خلقها للنهوض بالأثقال وجرّها إلى البلاد الشاحطة فجعلها تبرك حتى تحمل عن قرب ويسر ثم تنهض بما حملت وسخّرها منقادة لكل من اقتادها بأزمّتها لا تعاز ضعيفا ولا تمانع صغيرا وبرأها طوال الأعناق لتنوء بالأوقار، وعن بعض الحكماء أنه حدّث عن البعير وبديع خلقه وقد نشأ في بلاد لا إبل بها ففكر ثم قال يوشك أن تكون طوال الأعناق وحين أراد بها أن تكون سفائن البر صبّرها على احتمال العطش حتى أن أظماءها لترتفع إلى العشر فصاعدا وجعلها ترعها كل شيء نابت في البراري والمفاوز مما لا يرعاه سائر البهائم.
هذا و{الإبل} اسم جمع لا واحد له من لفظه وإنما واحده بعير وناقة وجمل.
وعبارة القاموس: الإبل بكسرتين وتسكين الباء مؤنث واحد يقع على الجمع ليس بجمع ولا اسم جمع وجمعه آبال وتصغيرها إبيلة والسحاب الذي يحمل ماء المطر.
وعلى هذا يصحّ أن يراد بها السحاب لينتظمها الذكر على حسب النظم على أن هذا لا يتفق مع سهولة بيان القرآن ونظمه وإنما أوردها منتظمة مع {السماء} و{الأرض} و{الجبال} لأن العرب في بواديهم وأوديتهم يألفون رؤيتها جميعا فانتظمها الذكر مع هذه الأشياء.
{وَإِلَى السماء كَيْفَ رفعت وَإِلَى الجبال كَيْفَ نصبت وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سطحت} كلام منسوق على ما تقدم مماثل له في إعرابه.
قال ابن خالويه نقلا عن الزمخشري: وروي عن هارون الرشيد أنه قرأ: {كيف سطحت} بالتشديد والقراءة بتخفيفها لاجتماع الكافّة عليها.
{فذكر إِنَّما أَنْتَ مذكر لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمصيطر} الفاء الفصيحة أي إن كانوا لا ينظرون إلى هذه الأشياء نظر اعتبار وتدبر وتأمل فذكرهم.
وذكر فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت ومفعوله محذوف أي فذكرهم ولا تلحّ عليهم إذ ليس عليك هداهم، و{إنما} كافّة ومكفوفة و{أنت} مبتدأ و{مذكر} خبر وجملة {إنما أنت} تعليلية للأمر بالتذكير و{لست} ليس واسمها و{عليهم} متعلقان {بمسيطر} والباء حرف جر زائد ومسيطر مجرور بالباء لفظا منصوب محلا لأنه خبر ليس.
{إِلَّا مَنْ تولى وكفر فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعذاب الأكبر} {إلا} أداة استثناء و{من} مستثنى على الاستثناء متصل من مفعول {فذكر} أو من الهاء في عليهم وقيل الاستثناء منقطع و{إلا} بمعنى لكن ألغي عملها و{من} مبتدأ خبره جملة {فيعذبه} وكلاهما جيد محتمل، وجملة {تولى} صلة {من} {وكفر} عطف على الصلة وجملة {إلا من تولى وكفر} في محل نصب على الاستثناء المنقطع وهذه جملة تضاف إلى الجمل التي لها محل من الإعراب والفاء رابطة لما في الموصول من معنى الشرط ويعذبه فعل مضارع مرفوع والهاء مفعول به و{اللّه} فاعل و{العذاب} مفعول مطلق.
ومن الغريب أن ابن خالويه أعربها مفعولا به ثانيا، وصدق ابن هشام عند ما قرر أن ابن خالويه من ضعفاء النحويين، و{الأكبر} نعت لـ: {العذاب}.
{إِنَّ إِلَيْنا إيابهم ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حسابهم} الجملة لا محل لها لأنها تعليل لـ: {العذاب الأكبر} و{إن} حرف مشبّه بالفعل و{إلينا} خبر مقدّم لـ: {إن} و{إيابهم} اسمها المؤخر و{ثم} حرف عطف للتراخي، وسيأتي سره في باب البلاغة، وما بعده عطف على ما قبله مماثل له في إعرابه.

.البلاغة:

1- في قوله: {لا يسمن ولا يغني من جوع} فن التتميم، وقد تقدم مرارا فقوله: {ولا يغني من جوع} جملة لا يمكن طرحها من الكلام لأنه لما قال: {لا يسمن} ساغ لمتوهم أن يتوهم أن هذا الطعام الذي ليس من جنس طعام البشر انتفت عنه صفة الاسمان ولكن بقيت له صفة الإغناء فجاءت جملة {ولا يغني من جوع} تتميما للمعنى المراد وهو أن هذا الطعام انتفت عنه صفة إفادة السمن والقوة كما انتفت عنه صفة إماطة الجوع وإزالته، وجعله بعضهم من باب نفي الشيء بإيجابه على حدّ قول امرئ القيس:
على لاحب لا يهتدى بمناره

أي أنه لا منار له أصلا وكما تقول ليس لفلان ظل إلا الشمس تريد نفي الظل على التوكيد وليس ببعيد والأول أرصن وأبعد عن التكلّف.
2- الحذف: تكلمنا في هذا الكتاب كثيرا عن الحذف وسنخصّص هنا لمعة عن حذف المفعول به خاصة لزيادة الفائدة وذلك بمناسبة قوله تعالى: {فذكر إنما أنت مذكر} فنقول: يجوز حذف المفعول به لغرض إما لفظي كتناسب الفواصل أي رؤوس الآي وذلك في نحو قوله تعالى: {ما ودعك ربك وما قلى} والأصل وما قلاك فحذف المفعول ليناسب قوله: {والضحى والليل إذا سجى} وكالإيجاز في نحو قوله تعالى: {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا} والأصل فإن لم تفعلوه ولن تفعلوه أي الإتيان بسورة من مثله وإما معنوي كاحتقاره نحو {كتب اللّه لأغلبنّ أنا ورسلي} أي لأغلبنّ الكافرين فحذف المفعول زيادة في امتهانه واحتقاره أو لاستهجانه واستقباح التصريح به كقول عائشة رضي اللّه عنها: ما رأى منّي ولا رأيت منه، أي العورة.
3- وفي قوله: {إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم} تقديم الجار والمجرور، والسر فيه التشديد بالوعيد وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام وأن حسابهم ليس إلا عليه، وفي العطف بثم للدلالة على التراخي في الرتبة لا في الزمان أي أنه قد يكون مباشرة بعد الإياب ولكن التفاوت بين الموقفين أمر لا تكتنه أهواله ولا يدري أحد مداه ولا يتصوره العقل على الإطلاق ولا يخفى أن الخبر جاء مؤكدا بإن فأتى طلبيا كأنهم، وقد ترددوا، بحاجة إلى تأكيد هذا الأمر الذي أشاحوا عنه ولم يتدبروه.